تأملات في اختلافات – ١

. بدأ التأمل في اختلافات الثقافة بين المجتمعين الكندي و السعودي يجذبني كثيرا. أخطط لوصف بعض الأمثلة لهذه الاختلافات في تدوينات متعددة

أصف هنا موقفين أظنهما يعكسان طريقة التعامل في المجتمعين بالنسبة للدقة في التعامل مع المال

عندما استأجرت آخر شقة سكنتها في فانكوفر، قدمت مبلغا جرت عليه العادة كوديعة لصاحب الشقة

(securtity deposit)

 هذا المبلغ يساوي عادة نصف مبلغ الإيجار الشهري، و يقدم للتأكد من أن المستأجر سيحافظ على الشقة في حالة جيدة. في هذه الحالة كان المبلغ، بناء على طلب صاحب الشقة يساوي ٧٣٧ دولارا و نصف الدولار. بعد خروجي من الشقة تمت إعادة المبلغ إلي. كل نصف دولار منه

ننتقل الآن إلى المملكة، حيث نويت التسجيل لحضور مؤتمر مهم. رسوم التسجيل المعلنة هي : ٤٠٠ ريال سعودي أو ١٠٠ دولار أمريكي. إذا افترضنا أن المبلغ محسوب أساسا بالدولار، فالمبلغ المطلوب بالريال السعودي ينبغي أن يكون ٤١٢ ريالا

هل ترون الفرق؟ في الحالة الأولى كان الحساب دقيقا جدا، رغم أن المبلغ كان مجرد وديعة ستعود إلي في النهاية. في الحالة الثانية، و رغم أن الأمر سيؤثر على مجموعة كبيرة من الأشخاص،   فإن معاملة المبلغ المالي تمت على أساس أقل من الدقة، و كما يبدو، بناء على التقريب لرقم يبدو مناسبا.

و رغم أنني أصبحت أميل كثيرا للدقة الشديدة في التعاملات، فإنني لا أستطيع أن أقول أن الطريقة الثانية خاطئة بالكامل (بغض النظر عن أن بعض الحضور سيدفعون أكثر من غيرهم بناء على العملة التي سيختارونها للدفع). هذا مجرد مثال على اختلاف حقيقي بين الثقافتين يجب التعرف عليه و فهمه.

Almost Done!

My journey as a trainee is coming to an end. It has been a long journey in Canada. A journey that started in 2007, spending 20% of my life in beautiful Vancouver.

The last few years have been really great. There were some obstacles and challenges, but the experience overall has been extremely positive. I would do it again at the drop of a hat.

It is not just the medical knowledge. It’s about developing an approach to life. It’s about spending time surrounded by successful and caring people. It’s about working in a system that, simply, “works”.

Knowing there is a better way to do things is my first step towards changing the status quo.

 

لا تتبرع بالدم للتأكد من خلوك من الأمراض

من المعروف لدى المتخصصين في طب نقل الدم أن أحد المبادئ الرئيسية لضمان سلامة الدم المقدم للمرضى هو سلامة المتبرعين. خلال الأشهر السابقة واجهت حالتين حاول فيهما أشخاص  التبرع بالدم للتأكد من سلامتهما من أحد الأمراض المعدية. بطريقة أو بأخرى لم ينتج عن المحاولات ضرر لأحد و لكني وجدت نفسي راغبة في التأكيد على خطورة تصرف كهذا

عندما تحضر للتبرع بالدم فسوف تواجه بقائمة طويلة من الأسئلة هدفها الكشف عن وجود أحد الأمراض التي نخشى من انتقالها عن طريق الدم. بعض الأسئلة تغطي بعض التصرفات الشخصية التي تزيد من احتمال تعرضك لنفس الأمراض.  إذا كنت تعرف بإصابتك بمرض ما أو إذا كنت قد مارست بعض تلك التصرفات التي نسأل عنها فسوف تضطر غالبا للكذب حتى يقوم الممرض بسحب دمك. هذه ليست بداية جيدة لعلاقة المتبرع بالمريض و ببنك الدم. هذه العلاقة مبنية بالكامل على الثقة، الإيثار و حب الخير للآخرين

في كل الأحوال سيقوم بنك الدم بفحص دمك. الاختبارات التي تجرى ممتازة و لكنها (و ككل شيئ في هذه الحياة) قابلة للخطأ. أداء الاختبارات يتأثر بمستوى الفيروسات في الدم و المدة الزمنية منذ التعرض لها. إذا كنت قد تعرضت لوخزة إبرة ملوثة بفيروس أو قمت بتصرف تشك في أنه قد ينقل لك فيروس التهاب الكبد الوبائي أو الايدز قبل أسبوع من تبرعك بالدم فقد لا نتمكن من الكشف عن ذلك مما قد يزيد احتمال إصابة متلقي دمك بالمرض

في الوقت نفسه فإن الاختبارات التي تجرى على الدم مصممة لفحص دم أشخاص من المفترض أنهم سليمون. الأجهزة المستعملة لهذا الغرض مصممة بالكامل لفحص المتبرعين بالدم و ليس  لفحص دم مرضى. إذا كنت تظن أن تصرفا ما قمت به قد يكون عرضك للإصابة بمرض ما، فأنت مخطئ إذا اعتقدت أن فحص الدم الذي يجرى عند التبرع كاف لإثبات سلامتك. التصرف الصحيح هو مراجعة الطبيب و إجراء الاختبار المطلوب

و أخيرا أظنك توافقني في أنه إن لم تكن هناك وحدة دم تحمل فيروس الايدز في مستشفى جيزان لما تعرضت رهام الحكمي لما تعرضت له

أتمنى لكم السلامة دائما

Enough Is Enough!

It seems that no day passes by without reading an article in a Saudi website or newspaper about a medical error, some of which cause significant morbidity and sometimes death. We are in no way unique. Medical errors happen everywhere, but we have to learn from our mistakes. There is no excuse for poor quality work. There is no excuse for a serious medical error happening twice.

It bothers me a lot that there is no transparency at all when dealing with medical errors. As a transfusion medicine physician, I need to know what authorities did to investigate and correct the errors that contributed to the transfusion of HIV positive blood earlier this year, for example. The only information released was that a number of people were fired. Unless the system changes, something like this WILL happen again.

The man who cut his own arm to survive

Image

 

Attendees of the opening session of the biggest transfusion medicine conference, the AABB annual meeting, had a chance to listen to Aron Ralston speak about his experience; the same experience that was featured in the movie 127 hours.

 

Aron is such a good speaker, and how can you be any less than that when you are talking about your own personal extraordinary experience. I haven’t seen the movie and I just got my signed copy of his book Between a Rock and a Hard Place, but I already knew the story. Aron is an adventurous engineer who enjoyed mountain biking and exploring canyons. In 2003, while hiking and exploring canyons in Utah, his right arm was crushed under a large boulder. He remained in that canyon; his arm crushed under that boulder, unable to move or seek help, until he successfully cut his arm and broke free on the 5th day.

 

Aron’s experience is extremely inspiring and hard to replicate. There are lessons in it for all of us though. We all have boulders in some form. Major challenges will affect our personal or professional lives one day. One has to understand the lessons that the challenges bring to us. In his case, Aron realized how much his family meant to him. He realized his family was his priority. Not thinking about his job at that stage, he realized that “what matters is not what you do, but who you are”.

 

Experiencing extreme (unimaginable) amounts of pain, Aron started panicking and his heart was pounding heavily. Shortly afterwards he was losing more blood from his injured arm as his heart rate was higher. He realized “pain was not going to kill me but my reaction to it was”. I can certainly think of times where challenges where made more difficult because of the way we reacted to them. I’m the only person responsible for my negative emotions. Choosing to continue living them is prohibitive to moving forward.

 

Lastly, here is something that Aron mentioned and I’ve personally experienced. Peace comes when you realize you are not in control. Only then you will really accept things and be able to make the best of what you’ve got.

Transfusion Medicine Questions

I recently came across a beautiful website: Pathology Questions. Questions are offered in 2 areas: transfusion medicine and medical microbiology. Once you join the website, you will start receiving a daily email containing the link to the question of the day. The TM questions cover different areas in the field and are of great quality.

Highly recommended.

البحث جار عن متبرعين

مرضت زوجة أحمد و تم تنويمها في أحد مستشفياتنا الحكومية. بعد المعاينة و الفحوصات قرر الفريق الطبي حاجتها إلى عملية جراحية حدد موعدها بعد ثلاثة أيام
بسبب خطورة العملية و ارتفاع احتمال الحاجة إلى نقل الدم خلال العملية، طلب الفريق الطبي من أحمد إحضار متبرعين بالدم لضمان وجود الدم الكافي قبل إجراء العملية. حذر الأطباء أحمد ان العملية قد تؤجل إذا لم يتم إحضار٣ متبرعين بالدم خلال يومين
كان أحمد متوترا بسبب مرض زوجته و زاد توتره عندما تم تكليفه بهذه المهمة. قرر أحمد التبرع بنفسه و اتصل بشقيقه للتبرع أيضا. توجه أحمد فورا إلى منطقة التبرع بالدم بالمستشفى ريثما يستقر رأيه على شخص ثالث ليطلب منه التبرع بالدم. انتظر أحمد لخمسة دقائق حتى يمكن تسجيله ثم سألته موظفة الاستقبال عن بياناته الشخصية. ناولت موظفة الاستقبال أحمد استمارة طويلة تحتوي على أسئلة عن صحته و طلبت منه ان يجيب عليها قبل أن يمكن السماح له بالتبرع. بعد أن أجاب أحمد على الأسئلة قابله أحد الممرضين في منطقة التبرع و راجع معه أجوبته كما سأله بعض الأسئلة الإضافية للاطمئنان عليه. بعد ذلك توجه أحمد إلى منطقة الكشف المبدئي حيث تم قياس الضغط و نبضات القلب و درجة الحرارة ثم مستوى الهيموجلوبين
لم يتم قبول أحمد للتبرع للأسف حيث كان مستوى الهيموجلوبين أقل من المستوى المطلوب. أخبره الممرض أنه لن يتمكن من التبرع حتى لا يؤدي التبرع إلى انخفاض أكثر في مستوى الهيموجلوبين مما قد يؤثر على صحته. نصحه الممرض بمراجعة الطبيب للكشف و طلب إحضار ٣ متبرعين آخرين. زاد هم أحمد كثيرا عندما تم رفضه فعليه الآن إحضار متبرعين اثنين إضافة الى شقيقه، كما يجب أن يكون كل المتبرعين في صحة جيدة و يمكنهم الحضور للتبرع على وجه السرعة. تمنى أحمد لو كانت المستشفى قادرة على توفير الدم المطلوب بدون إرهاقه بهذا الطلب في هذا الوقت الحرج
————————————————————–
هذه القصة تمثل واقعا يعيشه الكثيرون كل يوم. مستشفياتنا لا تستطيع توفير كميات الدم الكافية للمرضى إلا بهذه الطريقة رغم أنها تمثل مشقة كبيرة على المرضى و أقرباءهم
هذا الواقع يجب أن يتغير، و تغييره بيدك أنت
الطريقة الوحيدة لتغيير هذا الواقع هي بوجود عدد كاف من المتبرعين الذين يأتون للتبرع بشكل منتظم. قد تكون أنت من هذه الفئة و هذا شيء رائع. نحتاج إلى المزيد من أمثالك
إذا عرف الجميع بالحاجة الماسة للكثير من المرضى لنقل الدم أو مشتقاته (كصفائح الدم أو البلازما) فقد يتوفر عدد كاف من المتبرعين كل يوم بحيث لا تحتاج المستشفيات إلى إجهاد
المرضى و أقرباءهم بطلب متبرعين بالدم عند الطوارئ
لقد تم تحقيق هذا الوضع المثالي في الكثير من الدول المتقدمة و تسعى بقية دول العالم لتحقيق ذلك خلال السنوات القادمة
كلنا نتحمل جزءا من هذه المسؤولية. علي أنا و غيري من الممارسين الصحيين التفكير بطرق جديدة و فعالة لتوعية المجتمع. إذا كانت صحتك جيدة ففكر في التبرع المنتظم. بامكانك التبرع كل شهرين أو ثلاثة و لكنك تساعدنا كثيرا  بأن تتبرع مرتين في العام فقط
إذا لم تكن تستطيع التبرع لسبب أو لآخر فبإمكانك ان تتحدث مع زملاءك و أفراد عائلتك عن هذا الموضوع و تذكرهم بالحاجة الماسة
الدائمة للدم
هل مررت بموقف مشابه؟ وكيف كانت تجربتك؟

فضيحة الدم الملوث

تناول الكثير من الكتاب فضيحة نقل دم ملوث بفيروس الايدز (HIV) في جازان بالنقد و التحليل. أحببت هنا أن أنقل لكم تجربة دولة أخرى في التعامل مع فضيحة من نوع مماثل و لكن على نطاق أكبر. لنبدأ القصة من بدايتها.

منذ عام 1939 م ، و لأكثر من 50 عاما، كان المصدر الرئيسي للدم المستخدم في المستشفيات في كندا هو منظمة الصليب الأحمر الكندية (Canadian Red Cross). إضافة إلى مهامها الإسعافية و الإغاثية، تولت هذه المنظمة طلب التبرع بالدم من الشعب الكندي، فحص الدم المتبرع به و تصنيعه، و من ثم توزيعه على المستشفيات المختلفة. كان لهذه المنظمة فروع كثيرة بطبيعة الحال، لتغطي مساحة كندا الشاسعة.

خلال الثمانينات الميلادية، تعرف العالم على فيروسين جديدين يمكن أن يتسببا في أمراض مزمنة و خطيرة، و كلاهما يمكن انتقالهما بين البشر عن طريق الدم. هذان الفيروسان هما فيروس الايدز (HIV) و فيروس التهاب الكبد الوبائي ج (HCV). تمكن العلماء من تطوير تحاليل و اختبارات للكشف عن فيروس الايدز (HIV) في 1985 م و أخرى للكشف عن فيروس التهاب الكبد الوبائي ج (HCV) في عام 1990 م.

عندما تمكن الأطباء من اختبار المرضى للكشف عن هذين الفيروسين كانت الفاجعة. اتضح أن أكثر من 1100 شخص أصيبوا بفيروس الايدز HIV في كندا نتيجة لاستلامهم لدم (أو مشتقات دم) لم يتم فحصه، بينما أصيب أكثر من 20000 شخص بفيروس التهاب الكبد الوبائي ج (HCV) لنفس السبب.

ضج الجميع -حكومة و شعبا- عندما تبين حجم الواقعة. كلفت الحكومة رجل القانون هوراس كريفر (Justice Horace Krever) بالتحقيق في الأمر. امتد التحقيق لمدة 4 سنوات و كلف أكثر من 17 مليون دولار. في النهاية صدر التقرير النهائي للتحقيق- والمكون من 1200 صفحة-  في عام 1997.

ظهر للمحقق أن منظمة الصليب الأحمر الكندية ارتكبت عددا من الأخطاء التي أدت لزيادة عدد المصابين بشكل كبير. لم يكن بالإمكان تلافي جميع الإصابات في ذلك الوقت في ظل غياب اختبارات جازمة للفيروسين لفترة طويلة و لكن كانت هناك اختبارات أخرى استخدمت في دول أخرى لم يتم الاستفادة منها في فحص المتبرعين بدعوى كونها مبدئية (مثل انزيمات الكبد لرصد تأثره بفيروس HCV) . كانت الكثير من القرارات التي اتخذتها المنظمة مبنية على أساسات مادية بحتة، وفي بعض الأحيان تم شراء دم من جهات غير موثوق بها، و لم يتم استبدال بعض مشتقات الدم بأخرى أكثر سلامة منها بشكل سريع، رغم توفرها في دول أخرى.

نتيجة للتوصيات الناتجة عن هذا التحقيق انتهى دور منظمة الصليب الأحمر الكندية في هذا المجال و أنشأت مؤسستان كنديتان مستقلتان كليا لاستقبال المتبرعين بالدم و فحصهم وتزويد المستشفيات بالدم المطلوب، هما Canadian Blood Services  و Hema-Quebec. أوصى المحقق أيضا باعتبار سلامة المرضى فوق كل شيئ (و بشكل خاص فوق كل الاعتبارات المادية و البيروقراطية) إضافة إلى عدد من التوصيات الأخرى.

في الوقت الحالي و بعد تغييرات كثيرة أصبح الدم الذي يتم توفيره للمرضى في كندا في غاية الأمان نظرا للقوانين الصارمة في قبول المتبرعين، استخدام أفضل الاختبارات المتوفرة للكشف عن الجراثيم و الفيروسات إضافة إلى أنظمة الجودة الشاملة الفعالة.  و رغم أن الكثير من المرضى المحتاجين للدم في بلادنا هذه الأيام مصابون بالذعر نتيجة لما يسمعون من أخبار فإنه يسعدني أن أقول أن بعض بنوك الدم في المملكة تماثل في سلامة الدم المفحوص بها نظيراتها في دول العالم الأول.

أتمنى أن لا تصاب رهام الحكمي بفيروس الايدز جراء الدم الذي نقل لها و في نفس الوقت أرجو أن تكون هذه الحادثة سببا في إفاقة الجهات المنظمة لعمل المؤسسات الصحية في بلادنا لعمل تغييرات جذرية لمنع حدوث حوادث مشابهة في المستقبل. لا نريد أن ننتظر حتى يتأذى الآلاف بسبب تدخل طبي يرجى منه النفع. ربما نحتاج إلى مؤسسة صحية مستقلة لاستقبال المتبرعين و توزيع الدم بعد فحصه على المراكز المستفيدة. المؤكد هو حاجتنا الشديدة لتطبيق أنظمة الجودة الشاملة في كل ما يتعلق بالممارسات الصحية لئلا نترك المجال للأخطاء البشرية التي قد تسبب أضرارا جسيمة.

لمزيد من المعلومات:

تقرير قناة CBC

Canadian Blood Services

 

 

غير مهموم

قص علي أحد المرضى أنه عندما بدأ يحس بأعراض المرض ، قام بزيارة لمعالجة بالإبر الصينية

ر افقته في تلك الزيارة زوجته

قالت له المعالجة: أشعر أنك مهموم …وذلك على الأرجح سبب مرضك

في تلك النقطة من الحكاية لم يخطر ببالي إلا أنه سيبدأ في الحديث عن مهارة تلك المعالجة، و كنت أفكر أن الهموم هي شيء يعاني منه الجميع فلا مهارة في قول هذا في رأيي

لكن إجابته لها كانت:هذا غير صحيح. فأنا و زوجتي ندير مسرحا متنقلا للعرائس…فكيف نكون مهمومين في وظيفةكهذه ؟